المفاصل الاصطناعية العنقية

يعد فتق القرص العنقي من أكثر الأمراض شيوعًا و التي يتم فيها زرع بدلة العنق. 

يمكن استخدامه أيضًا في أقراص العنق في المراحل المبكرة من التنكس الناتج عن التهاب المفاصل ، حيث يمكن أن تضغط أعصاب العنق عن طريق النتوءات العظمية التنكسية (العظمية) التي تسبب تضييقًا وضغطًا لمخرج العصب من خلال الثقب. 

كان طرف برايان الاصطناعي للعنق أول من تم زرعه في عام 2001. بعد تقييم الفعالية في 54 مريضًا من المستشفيات الأوروبية ، ظهر كعلاج بديل لإثبات مفصل العنق في جراحات الانزلاق الغضروفي.

منذ ذلك الحين ، تم إجراء دراسات على المدى القصير والمتوسط ​​والطويل ، ولم يتم العثور على أي مضاعفات ذات أهمية فيما يتعلق بخلع الطرف الاصطناعي أو الإرخاء أو العدوى أو غيرها من المضاعفات. على عكس الأطراف الاصطناعية للركبة أو الورك ، لا يلزم إجراء عمليات جراحية لاستبدال الطرف الاصطناعي. وذلك لأن مكوناته لا تتعرض للتآكل الكبير ، حيث لا يتعين عليها تحمل الأحمال الكبيرة أو الاحتكاك بين المواد. 

تستغرق عملية استبدال العنق، على سبيل المثال فتق القرص العنقي ، حوالي 75 دقيقة ، حيث يتم استخدام التخدير العام وتتطلب خبرة واسعة من الجراحين الذين يجرونها. 

فيما يتعلق بالجراحة ، يتم إجراؤها من خلال شق أمامي جانبي للرقبة مع وجود شق في ثنية الجلد حوالي 3 سم. يتم تشريح وفصل الأنسجة الأمامية للعضلة القصية الترقوية الخشائية ، لتصل مباشرة إلى الحد الأمامي للعمود الفقري. إنه شق شائع ومتكرر ولا تظهر فيه المضاعفات عادة.

بعد ذلك ، يتم وضع ضام ، وإزالة القرص الفقري (استئصال القرص) ، إزالة فتق القرص الخلفي. هذه هي الخطوة الأساسية للجراحة وتتطلب خبرة واسعة. بفضل استخدام العدسات المكبرة بمصدر ضوئي أو مجهر ، نضمن التحرير الكامل ، وإزالة كل الفتق ونمو العظام المحتملة (النبتات العظمية) التي قد تضغط على العصب أو الحبل الشوكي. بعد التنظيف الوفير بمحلول ملحي ، يتم زرع الطرف الاصطناعي للعنق عن طريق التحكم الإشعاعي.و أخيرًا ، يتم وضع حلقة شفط وإغلاق الشق في المستويات المختلفة. 

يُعد الطرف الاصطناعي العنقي أو تقويم مفصل العنق حاليًا الخيار الأفضل لعلاج فتق القرص العنقي ، حيث يتم إزالة الجزء المنفتق ، ويتم فك ضغط جذر العصب المصاب أو الحبل الشوكي ، ويتم استبدال القرص الفقري بجهاز يؤدي نفس الوظائف. مع الحفاظ على حركة ذلك الجزء كما في الفقرات الطبيعية وتناغم الحركة الشاملة للرقبة. 

وعادةً، عندما يحدث اعتلال النخاع أو اعتلال الجذور الانضغاطي بسبب فتق القرص العنقي ، كان العلاج الجراحي المستخدم هو إيثاق مفصل العنق. 

تعني هذه التقنية فقدان القدرة على الحركة في مستوى أو مستويات مفصلية ، مما يؤدي إلى انخفاض في انسجام حركة الرقبة. يتم نقل قدر أكبر من الحركة إلى المستويات المجاورة مباشرة لمفصل المفصل ، لذلك يعتبر من المألوف أن في غضون سنوات قليلة يمكن أن تتأثر أيضًا بتمزق الحلقة الليفية بسبب فرط الحركة و تتسبب في انزلاق غضروفي أو تنكس التهاب المفاصل.

و عادة  تتطلب فترة ما بعد الجراحة لإيثاق  المفاصل عدة أيام من الدخول إلى المستشفى ، على عكس الطرف الاصطناعي للعنق الذي يسمح للمريض بالعودة إلى المنزل بعد 24 ساعة من التدخل. إذا تم استخدام طعم عظمي بين الفقرات ، فإن هذا يسبب ألمًا في المنطقة وخطر حدوث مضاعفات في الجرح أو الأعصاب المجاورة. يتم استخدام طوق العنق  لمدة 8 أسابيع تقريبًا ، كما أن الاضطرابات مثل عسر البلع (ألم عند البلع) ليست نادرة فيما يتعلق باحتكاك اللويحة بالمريء. المضاعفات الأخرى التي يمكن أن تحدث هي داء المفصل الكاذب أو عدم اندماج أجسام العمود الفقري وطُعم العظام أو الزرع ، مما يسبب الألم وإجراء عملية جراحية أخرى لتحقيق الاندماج بين الفقرات. 

قبل أي اشتباه في حدوث فتق أو أمراض العنق التي قد تضغط على العصب أو النخاع الشوكي ، يجب إجراء دراسة مع الفحوصات التكميلية التالية: 

• التصوير الشعاعي الجانبي ، الأمامي الخلفي والوظيفي في أقصى امتداد وانثناء للعمود الفقري العنقي. 
• التصوير بالرنين المغناطيسي . 
• الدراسة الفسيولوجية العصبية باستخدام مخطط كهربية القلب.

يجب أن يكون المريض قد استمرت عليه الأعراض الناتجة عن انضغاط فتق القرص العنقي (اعتلال النخاع أو اعتلال الجذور) لمدة 6 أسابيع على الأقل دون تخفيف كبير بمضادات الالتهاب أو المسكنات أو الأدوية المضادة للالتهاب. 

في بعض الأحيان يكون الألم غير محتمل ويصبح من الضروري إجراء جراحة استبدال العنق في وقت مبكر. 

قبل الجراحة بيومين أو ثلاثة ، يفضل عدم تناول مضادات الالتهاب والاستمرار في العلاج بالمسكنات فقط لتجنب التأثير المضاد للصفائح. إنه ليس ضروريًا ، لنزيفًا أقل أثناء الجراحة ، وبالتالي يقل من تخثر النزيف. 

عند الخروج من المستشفى ، يتم إعداد تقرير طبي يحدد التقنية وطرف العنق الاصطناعي المتنقل المزروع. 

فيما يتعلق بأدوية ما بعد الجراحة ، عادة يكون الدواء المسكن كافياً. أيضا ، يمكن للتقرير أن يضيف مضادات الالتهاب والمسكنات. يُوصى باستخدام مرخيات العضلات فقط في حالة تقلص العنق. 

يبلغ طول الجرح الجراحي حوالي 3 سم على جانب العنق وعلى إحدى ثنايا جلد العنق. فقط ، يتم لصق النقاط اللاصقة على الجرح لتجنب إجهاد حواف الجرح والحفاظ على ندبة خطية. ليس من المألوف أن تكون هناك مضاعفات للعدوى أو فتحات في الجرح بسبب حالته التشريحية وتضخم الأوعية الدموية في المنطقة. 

بعد الـ 15 يومًا الأولى ، يمكن زيادة النشاط البدني للعنق ، على الرغم من أنه من المستحسن أداء حركات الرقبة من اللحظة الأولى: التمديد والانثناء ، والانحناءات الجانبية والدوران. تجنب الوضعية السيئة أو التعامل مع الأحمال الثقيلة في الشهر الأول. 

إذا كان هناك أي آلام في العنق بسبب تقلص الرقبة ، فيما يتعلق بالوضعية الجراحية ، يمكن استخدام الحرارة الموضعية 20 دقيقة 3-4 مرات في اليوم ويمكن إجراء تمارين الشد التدريجي لتجنب التقلصات. 

إذا استمر ألم العنق ، يمكن استكمال التمارين بجلسة إعادة تأهيل جسدي ، ويُفضل في مركز متخصص. 

حيث يمكن قيادة السيارة بمجرد عدم وجود قيود على حركة العنق. 

أثناء فترة الراحة الليلية ، ليس من الضروري إضافة أي إجراءات خاصة ويمكن للمريض الحفاظ على وضعية الجلوس والوسادة التي كان يستخدمها بانتظام.

يعد التعافي سريعًا بعد إجراء العملية الجراحية للفتق الغضروفي الذي تم فيه زرع طرف اصطناعي للعنق. 

يلزم قضاء ليلة واحدة فقط في المستشفى للحفاظ على التصريف الذي يفرغ النزيف الصغير الناتج عن عملية فتق العنق حتى اليوم التالي. 

يبدأ المريض بحركة الرقبة فورًا دون قيود أو ألم شديد. تعد دعامة الرقبة (طوق) ليست مطلوبة ويمكن أن تبدأ الأنشطة اليومية تدريجياً من اليوم الأول. 

إذا كان هناك ألم في الذراع أو الساق قبل الجراحة ، فمن الشائع أن تشعر ببعض الآلام المنفردة كالتقلصات ، حيث يخف في الأيام الأولى بعد الجراحة. تستمر التغيرات الحسية مثل الوخز (خدران) أو نقص الحس أحيانًا لبضعة أسابيع وتختفي تدريجيًا. يعتمد هذا على وقت وشدة الضغط الذي تعرض له العصب أو النخاع الشوكي قبل العملية. 

يعد التحسن في جميع مقاييس الصحة والراحة والرعاية دليلًا على الطرف الاصطناعي المتنقل للعنق. لا تتطلب النتائج المدروسة على المدى الطويل فحوصات طويلة الأجل أو عمليات جراحية جديدة وذلك بسبب المضاعفات. 

يمكن لبعض الأطراف الاصطناعية للعنق أن تخلق تعظمًا أماميًا أو خلفيًا يحد من حركتها بمرور الوقت. إذا حدث هذا ، فهذا لا يعني أي تغيير إكلينيكي أو وظيفي ، لذلك لا تظهر الأطراف الاصطناعية للعنق عواقب.

يعتبر أطباء العظام المتخصصون في آلام العنق والأمراض المتعلقة بالعمود الفقري في مركزنا الطبي في مدريد روادًا في هذه السلسلة من العمليات وبقيادة البروفيسور الدكتور غسان الجعيدي.